أخبار وتقارير

في يريم.. ثلاثة لصوص يكفنون أحدهم لسرقة سيارة والموت يخطفه فجأة

المستقلة خاص ليمنات

فؤاد السميعي
بعد تخطيط بالغ الدقة والإحكام والذكاء الغير مسبوق في عالم اللصوصية والإجرام، وبعد إحكام وضع شرك المصيدة للفريسة المراد اصطيادها..
كان القدر أسرع في اصطياد الصياد، ففي حادثة محاولة السطو على سيارة لاندكروزر- صالون (مونيكا) بطريقة هي الأغرب من نوعها على مجتمعنا اليمني فقد قام شابان بتكفين زميلهما الثالث الذي يعرف قيادة السيارات، كما وضعا له مشرطاً من داخل الكفن ليتمكن من شط الكفن والخروج منه بسرعة لتنفيذ المهمة الموكلة إليه (بحسب محاضر التحقيقات الأمنية) ففي مدينة القاعدة التابعة لمحافظة إب قام اللصان م. ك. و ع. م. ع نهاية الأسبوع الماضي بمراقبة الحاج/ محمد عبدالله النخلاني الذي خرج وقتها مع نجله الشاب ذي يزن من المطعم بعد تناولهما طعام الغداء وبعد صعودهما للسيارة الصالون (مونيكا) وصل شخصان وتقدما إلى الحاج محمد وأخبراه أن زميلهما ح.س الذي كان يدرس معهما في جامعة تعز توفى بجلطة قلبية ليلة أمس في مستشفى.. بمدينة تعز وبعد قيام المستشفى بتغسيله وتكفينه سلم جثته لهما بحسب طلبهما، وأنهما حملاه على السيارة البيجو التي استأجراها لنقله إلى قريته في مدينة ذمار لدفنه فيها.. غير أن البيجو وصلت إلى هنا وتعطلت تماما، وبعد ما فشلت محاولات سائقها في إصلاح العطل طلب منهما إخراج الجثة من سيارته وحملها على سيارة أخرى، فقال لهما الحاج محمد وأين الجثة الآن؟ فأشارا إلى الجثة المحنطة بالكفن المدثرة بالبطانية الممددة تحت الشجرة المقابلة للشارع العام فأراد أن يكسب ثواب نقله بسيارته الجديدة التي كانت وقتئذ في طور التسليك ليبارك الله له فيها وطلب من ولده ذي يزن 19 عام الذي كان يقولها التقدم نحو الجثة لحملها وبعد تحميل الجثة انطلقت السيارة بخفة تسابق الريح وفي الطريق تحدثوا عن السيارة وروعتها وعن ضرورة أن تأخذ حقها الكامل في التسليك وعدم إطفاؤها لمدة 48 ساعة لضمان نقاء وصفاء وجودة ما كينتها لعشرات السنين وفي سوق النجد الأحمر ترجل الحاج محمد من سيارته واشترى له ولنجله ولمرافقيه اللصين قات وماء ثم واصلوا السفر حتى وصلوا إلى مدخل مدينة يريم حيث توقفوا أمام جامع أبو بكر الصديق لأداء صلاة العصر بعدما ظل اللصان يفكران بطريقة يوقفان بها السيارة لتنفيذ خطتهم التي لم يفكر بها حتى الشيطان نفسه، وعند سماع الحاج محمد يقول لولده أوقف السيارة أمام هذا الجامع كي نؤدي صلاة العصر، وفي المحضر أكد ذي يزن أنه لاحظ من خلال مرايا السيارة الوسطية تهلل وجهاهما وأنه وأثناء انشغاله ووالده بنجع تخزينتهما إلى أكياس بلاستيكية لإعادة مضغها بعد الصلاة لاحظ يد أحدهما تمتد نحو رأس الجثة لهزها بهدف إيقاظ صديقهم المكفن الذي كان وقتها يغط في سبات النوم العميق وعند نزول الحاج محمد من السيارة طلب من ولده أن يبقي السيارة شغالة وأن يقفلها من الخارج بعد خروجهم بالريموت.. لأنها في مرحلة تسليك وتحتاج إلى تشغيل مستمر لا يقل عن 48 ساعة .. ففعل الولد ما أمره به والده وأغلق السيارة بالريموت بعد نزول كل من عليها..
إلاّ أن تلك الحركات الغريبة التي أرتكبها مع الجثة قبل نزولهم من السيارة أثارت الشكوك عند الولد الذي توجه إلى حمامات المسجد وتوضأ ولم يتجه إلى بيت العبادة والصلاة في المسجد لأداء الصلاة وإنما خرج من الباب الرئيسي للجامع ونظر إلى السيارة ليفاجأ بأن الشخصين المرافقين للجثة يضربان السيارة المغلقة بأيديهما ويصيحان للميت يا حميد.. والناس ينظرون إليهم بتعجب وحيرة.. فصاح الولد: ما لكم أيش تفعلوا فتوقف أحدهم وفر الآخر غير أن المواطنين المتجمعين لمشاهدة المنظر تبعوه وامسكوا به وانهالوا عليه بالضرب وهم يقولون له كنا نظنك صاحب السيارة طلعت سارق فيما حاول الثاني استغلال موقف انشغالهم برفيقه وحاول الفرار غير أن ذي يزن أمسكه فتقدم إليه عدد من المواطنين وهو يحاول التخلص من ذي يزن وانهالوا عليه بالضرب ثم طلبوا من ذي يزن فتح السيارة والتأكد من الجثة فأجمعوا أن للجثة المحنطة بالكفن علاقة باللصين وقاموا بنزع الكفن ليفاجئوا أن الميت المكفن كان يرتدي الملابس وفي يده مشرط لتمزيق الكفن فقام المواطنون المتجمهرون بسحب الجثة من السيارة وحاولوا إيقاظه ليقينهم أنه الشريك الثالث.. لكنه لم يصحو رغم صبهم الماء عليه فقام أحدهم بجس نبضه ليؤكد للجميع أنه بالفعل أضحى جثة هامدة، عندها توجه الحاج محمد وولده وعدد من المواطنين باللصين والجثة إلى إدارة أمن يريم التي أحالت الجثة إلى المستشفى للنظر في حالته الصحية والذي بدوره أكد تقرير المستشفى أن الشخص قد توفى بالفعل فيما أعترف اللصين بمخططهما الإجرامي أنهما كفنا رفيقهما حميد للتمويه على الضحية ولتسهيل مهمة السرقة غير أن الأجل كان أسرع من تنفيذ المخطط.

زر الذهاب إلى الأعلى